علاج مرض البارفو عند الكلاب
محتوي المقال
مرض البارفو عند الكلاب هو أحد الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تصيب جدران المعدة والأمعاء عند الجراء الصغيرة، وتتسب في ظهور أعراض معوية شديدة جدًا، تتطور إلى جفاف حاد عند الكلب يشكل تهديدًا لحياته بصورة مباشرة، وتكمن خطورة الفيروس المسبب لهذا المرض في قدرته العالية على النجاة في الظروف الصعبة، والتكيف مع درجات الحرارة المختلفة، كما أنه مقاوم عنيد لأغلب المطهرات والمواد المضادة للفيروسات والبكتيريا، وهذا ما يجعل نسب الإصابة به مرتفعة جدًا، وسنتحدث في هذا المقال عن علاج مرض البارفو عند الكلاب بشيء من التفصيل، بعد شرح طرق أو مصادر الإصابة به، والأعراض المصاحبة له، ومضاعفات مرض البارفو عند الكلاب ومخاطره، وغير ذلك.
كيفية حدوث الإصابة:
يسكن الفيروس المسبب لمرض البارفو في براز الكلاب المصابة، ولأن الكلاب تستخدم حاسة الشم كوسيلة للتعارف فيما بينها؛ تسهل إصابة الكلب بمرض البارفو بمجرد مخالطته لكلب مصاب بالفيروس أو حامل له، لأنه بمجرد شم مؤخرة الكلب الغريب لإتمام عملية التعارف ينتقل الفيروس إليه مباشرة، وعلى الرغم من أن مخالطة الكلاب المصابة تعتبر هي الطريقة أو الوسيلة الأساسية في نقل المرض؛ هناك طرق أو وسائل أو عوامل أخرى تساعد على انتقال مرض البارفو عند الكلاب غيرها، من أهمها:
التواجد في مكان كان يتواجد به أحد الكلاب المصابة.
تناول أو شم طعام ملوث ببقايا براز كلب مصاب.
وأحيانًا ينتقل مرض البارفو عند الكلاب من الأم المصابة أو الحاملة للفيروس إلى جرائها الصغيرة.
ما هي أهم أعراض مرض البارفو؟
علاج الأعراض أو الحد من آثارها على الجسم هو الأساس الذي يقوم عليه علاج مرض البارفو عند الكلاب ، ومن هنا دعت الضرورة إلى معرفة المربين بأعراض مرض البارفو بالتفصيل، والتي تظهر مباشرة بعد انقضاء فترة حضانة الفيروس، والتي تقدر بـ 7 إلى 10 أيام، ومن أهم الأعراض التي تصاحب الإصابة بفيروس البارفو:
إسهال شديد : وسبب هذا الإسهال أن الجسم يرصد وجود تغيرات أو نشاط غريب في المعدة والأمعاء، فيتخذ آلية دفاعية لتطهيرها، وذلك عن طريق تحفيز عملية الإخراج بكثافة، فيصاب الكلب بالإسهال.
قيء مستمر : وسبب هذا القيء أن الجسم يتخذ آلية دفاع أخرى لقتل الأجسام الغريبة التي ظهرت بها، وذلك عن طريق زيادة حموضة المعدة، فيعاني الكلب من رغبة مستمرة في القيء.
الإسهال الدموي أو المُدَمَّم : يتسبب فيروس البارفو في إصابة جدران المعدة والأمعاء بالتقرحات، مما يؤدي إلى نزول البراز مختلطًا بالدم.
ولأن بعض هذه الأعراض تتشابه مع بعض أعراض النزلات المعوية أو العديد من الأمراض الأخرى؛ يفضل اللجوء إلى الطبيب البيطري للقيام بالتشخيص القاطع لتحديد طبيعة ونوع الإصابة، سواء من خلال تحاليل البراز للكشف عن الفيروس، أو تحاليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة له، وبمجرد ظهور نتيجة التحاليل، وتأكيد الإصابة، يبدأ الطبيب فورًا في اتخاذ إجراءات العلاج .
مضاعفات مرض البارفو:
بمرور الوقت؛ تؤدي أعراض مرض البارفو إلى مضاعفات خطيرة، تهدد حياة الكلب بصورة مباشرة، ومن أهم هذه المضاعفات:
انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم.
إصابة الجسم بالجفاف نتيجة لفقد السوائل المستمر مع القيء والإسهال.
الضعف الغذائي الشديد نتيجة لفقدان العناصر الغذائية من الجسم.
اضطرابات في عضلة القلب ومعدلات النبض.
لذلك يجب أن يتم علاج مرض البارفو في مراحله المبكرة، لمساعدة جهاز المناعة على السيطرة على الفيروس المسبب للمرض، ولتفادي المضاعفات التي قد تودي بحياة الكلب نهائيًا.
ما هي عوامل الخطورة؟
يقصد بعوامل الخطورة: العوامل التي ترفع احتمالات الإصابة بفيروس البارفو، ومن أهم هذه العوامل:
صغر سن الكلب: حيث يشيع المرض بين الجراء الصغيرة بنسبة أكبر، وتظهر مضاعفاته عليهم بشكل أشد، وذلك لضعف جهازهم المناعي، لذلك يُنصح المربون بعدم السماح لجرائهم الصغيرة بالنزول إلى الشارع ومخالطة البشر أو الحيوانات الأخرى إلا بعد تجاوزهم سن 4 إلى 6 أشهر، كذلك يُنصح باستكمال دورة الرضاعة الطبيعية من الأم لمدة لا تقل عن شهر ونصف بعد الولادة.
أن يكون الكلب من سلالة كبيرة الحجم: الكلاب من السلالات كبيرة الحجم تكون أكثر عرضة للإصابة بمرض البارفو من السلالات صغيرة الحجم، لذلك يُنصح المربون باتخاذ إجراءات وقائية مضاعفة إذا كان كلبهم من سلالة الروت وايلر مثلًا، أو الجيرمان شيبرد، أو غيرها من السلالات كبيرة الحجم، بعكس ما إذا كان الكلب من سلالة: اللولو أو البيكينيز أو البيكينواه مثلًا.
علاج مرض البارفو عند الكلاب :
كما هي العادة في التعامل مع الأمراض الفيروسية؛ يحاول الطبيب دائمًا مكافحة مرض البارفو عند الكلاب من خلال تعزيز مناعة الجسم ودعمها وتقويتها لتستطيع محاربة الفيروس والسيطرة عليه، وبالإضافة إلى ذلك؛ يعمل الطبيب على علاج الأعراض والحد من آثارها ومنع تفاقمها وظهور مضاعفاتها، وذلك من خلال الإجراءات الآتية:
إعطاء الكلب أدوية مضادة للإسهال، لمنع الإصابة بالجفاف.
إعطاء الكلب أدوية خافضة لحموضة المعدة، لعلاج القيء.
يقوم الطبيب بتعويض ما يفقده الكلب من سوائل ومن مواد وعناصر غذائية عن طريق حقن ومحاليل وريدية.
يظل الكلب معزولًا طوال فترة العلاج، ويحبس عن مخالطة الكلاب الأخرى لتحجيم العدوى ومنع انتشارها.
يتم تطهير المحيط أو مكان معيشة الكلب جيدًا باستخدام الكلور السائل، الذي أثبت فعاليته في القضاء على فيروس البارفو.
ويتم تحديد جرعات الأدوية التي يتم إعطاؤها للكلب بناءً على معرفة وزنه وعمره، وتوقيت ظهور الأعراض ودرجة شدتها، وغير ذلك.
وللوقاية من هذا المرض؛ ينصح الأطباء المتخصصون في عيادات The three vets، أفضل عيادات بيطرية في مصر الجديدة ، دائمًا بالحفاظ على التطعيم الثُّماني الدوري في مواعيده المقررة من الطبيب البيطري، مع منع الكلب عن مخالطة أي كلاب غريبة لم تحصل على تطعيماتها الدورية، لاحتمال أن تكون حاملة للفيروس، كما ينصحون بعدم التهاون مع أعراض مثل: الإسهال والقيء، عند ظهورها على الكلب، ويؤكدون على ضرورة اللجوء إلى الطبيب البيطري لفحص الكلب والتأكد من سبب ظهور هذه الأعراض، لاستبعاد إصابة الكلب بمرض البارفو الخطير.